وفي ختام كلمتي هذه أحب أن أنوه بأمر عظيم مهم، ألا وهو ما من الله به على العالم الإسلامي في هذه المائة عام المتأخرة، حيث هيأ الله لهم زيارة البيت الحرام لأداء العمرة والحج للوقوف بتلك المشاعر العظيمة، وزيارة مسجد محمد -صلى الله عليه وسلم-، لقد كان الحج لبيت الله الحرام أمنية تختلج في نفس كل مؤمن يتمنى أن يزور البيت الحرام، ولو في عمره مرة، ولقد مضى على العالم الإسلامي بعد القرون الثلاثة المفضلة سنون عديدة تمر بهم، ما يأتي البيت الحرام من أرجاء العالم الإسلامي أحد إلا النزر من الناس، فيتعذر من المشرق الإسلامي أو من مغربها الوصول إلى الحج، لماذا؟

يتعذر أولا لصعوبة الوصول إلى البيت الحرام، ولاختلال الأمن في العالم الإسلامي، بعد ضعف الدولة الإسلامية ضعف الأمن وكثر الخوف وقطاع الطرق الذين ينهبون الناس ويسلبون أموالهم، وربما قتلوهم، وربما استرقوهم.

إن الحج أصبح مشكلة من أكبر المشاكل، ولقد مضى على بعض علماء الأمة ذوي المكانة والفضل عمرهم، ما تمكن واحد منهم من زيارة البيت الحرام، فسبحان الحكيم العليم!

ولكن في هذه العصور المتأخرة منذ أيام الملك عبد العزيز –غفر الله له– فإن الله جعل على يديه تسهيل أمر الحجيج، فأمن الوصول إلى البيت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015