الثالث عشر، فذلك خير، قال الله تعالى: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} (?) ، وقبل مغادرة هذا البلد الطاهر - مكة شرفها الله – طف بالبيت طواف الوداع، واسأل الله القبول والسداد.
“ ذكر الموت وما بعده من النعيم والجحيم “
إخوة الإسلام، إن هناك حقيقة لا بد أن نتذكرها دائما، إنها حقيقة الموت {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} (?) ، فتذكر أخي المسلم، حالتك عند الاحتضار، وكيف تعاني في تلك الساعة، وتذكر أن الناس على قسمين: فمنهم من تزف له البشارة {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (?) ، وهؤلاء أهل الإيمان، وغيرهم قال الله فيهم: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} (?) .
تذكر أخي دخولك القبر وحلولك أول لحظة في أول منازل الآخرة، فإما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار، تذكر ذلك القبر الذي تودع فيه وحيدا فريدا خاليا بعملك، فإما عمل صالح تزداد به أنسا وسرورا، وإما عمل سيئ تزداد به وحشة إلى وحشتك، تذكر حال من يوسع له في قبره مد بصره، ويفتح له باب من الجنة فيأتيه من نعيمها ومن روحها ما يتمنى أن تقام الساعة لينتقل إلى ما هو خير من ذلك، وتذكر حال من يضيق عليه في قبره ويتحسر بسوء عمله، فيقول: رب لا تقم الساعة
تذكر حالنا يوم وقوفنا بين يدي الله حفاة عراة في يوم كان مقداره