فإنه وقف حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة وغاب القرص، ثم انصرف بعد ذلك، وقال: «هدينا مخالف لهديهم (?) »

وبعد غروب الشمس انصرفوا إلى مزدلفة اقتداء بنبيكم -صلى الله عليه وسلم-، فإنه -صلى الله عليه وسلم- انصرف لما غربت الشمس من عرفة إلى مزدلفة وصلى بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، أذن للأولى وأقام للأولى والثانية، فصلى المغرب ثلاثا، والعشاء ركعتين بأذان وإقامتين، ولم يصل قبلها ولا بعدها.

“ التعريج على صفة الحج وذكر سننها ومستحباتها “

وبعد مضي معظم الليل لا بأس بالانصراف من مزدلفة للضعفة والنساء، ومن سواهم عليه البقاء فيها إلى أن يصلي بها الصبح، ثم يدفع الحاج بعد ذلك إلى منى، ويبدأ أعمال يوم النحر برمي جمرة العقبة اقتداء بنبيكم -صلى الله عليه وسلم-، فإنه صلى الفجر بمزدلفة في أول وقت الفجر، ثم التقط حصى الجمار في طريقه من مزدلفة إلى منى سبع حصيات، فلما وضعهن في يده قال: «أمثال هؤلاء فارموا"، ثم قال: " يا أيها الناس، إياكم والغلو في الدين (?) » فرمى جمرة العقبة بسبع حصيات، ثم نحر هديه، ثم حلق رأسه.

وهذه أفعال يوم النحر: الرمي، ثم النحر، ثم الحلق، ثم الطواف والسعي، فمن استطاع ترتيبها كذلك، فذلك خير، ومن قدم بعضها على بعض، فلا حرج عليه، فنبيكم -صلى الله عليه وسلم- «سئل يوم النحر قال له قائل: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، قال: " ارم ولا حرج "، وقيل له: حلقت قبل أن أنحر، قال: " لا حرج "، فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا

(?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015