أمة الإسلام، إن هذا القرآن الحكيم عملت به أمة الإسلام قرونا عديدة، راضية به محكمة له، فنالت العزة والتمكين، وكانت مهيبة الجناب، محوطة بحفظ الله ورعايته وحمايته.
وفي هذه الأزمان -للأسف الشديد- هناك فئة من الناس تدعو إلى محاربة القرآن، إلى معاداة القرآن، إلى فصل القرآن عن نظم الحياة، إلى الاعتياض عن هذا القرآن بنظم وقوانين ضالة مضلة جائرة لا خير فيها، إن كل حكم سوى حكم القرآن والسنة، فهو الحكم الجاهلي الباطل، {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (?) .
[الرد على أعداء الإسلام الذين يتنقصون من شأن القرآن الكريم]
إن الله أمرنا أن نتدبر القرآن ونعمل بمقتضاه: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (?) ، إن المنادين بعزل القرآن عن نظم الحياة ونبذ أحكامه والإعراض عن تنفيذها، إنما هم قوم أصيبوا بمرض في قلوبهم، وتلك وراثة ورثوها من إخوانهم أهل الكفر والضلال والنفاق، فلقد ذكر الله عن الكفار أنهم إذا سمعوا القرآن استهزءوا به وسخروا بآياته، {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا} (?) ، وهكذا أعداء الإسلام إذا دعوتهم إلى القرآن وإلى تحكيمه وإلى العمل بمقتضاه قالوا: تلك أمور انتهت، وقرون مضت، وأجيال سلفت، وإن العالم بحاجة إلى نظم عصرية وقوانين حديثة تنظم شئون حياتهم، لعمر الله إنه الكذب والافتراء، وإنها مقالة الكفر، تشابهت في الكفر مقالتهم، فاعملوا بكتاب الله وحكموه وتحاكموا إليه، واعملوا به واجعلوه نظام حياتكم، لتعيشوا سعداء أمناء، إن القرآن الكريم يدعو