خير الناس للناس، أنتم شهداء الله على الأمم، جعلكم الله شهداء على الأمم، اختصكم بهذا النبي الكريم، وهذا القرآن العظيم، وهذه الشريعة الكاملة التامة في نظمها ومبادئها، فاتقوا الله وقابلوا هذه النعمة بشكر الله بالإيمان الصحيح الصادق، وإقامة شرع الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (?) ، تأمرون بكل خير وصلاح، وتنهون عن كل شر وفساد، وترسون دعائم الأمن والاستقرار، وتصلحون فساد الأمة وتجمعون شملها.
“ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام أمان الأمة من التخريب والدمار “
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام أمان الأمة، وسياج منيع يقيها من التخريب والدمار، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس لفئة معينة، ليس لجيل معين، ولكنه خير تتربى عليه الأجيال جيلا بعد جيل، فيكون المجتمع المسلم متوارثا لتلك القيم والأخلاق، ذلكم أن المجتمع المسلم ينبغي أن يكون مغايرا لغيره من المجتمعات بمحافظته على قيمه وفضائله وأخلاق دينه وتمسكه بهذا الدين.
“ لا منافاة بين التمسك بالدين وبين الأخذ بأسباب الرقي والمدنية الصحيحة “
إن الأمة الإسلامية يجب أن تكون مدنيتها ورقيها وتقدمها مواكبا لدينها نابعا من دينها؛ إذ ليس دينها حجر عثرة أمام أي تقدم وأي رقي صحيح، بل الأمة يكون رقيها ومدنيتها على بنيان قوي من قيمها وأخلاقها، إن الدين الإسلامي دين ودنيا، حياة وآخرة، {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} (?) ، {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (?) ، فليس بين التمسك بالدين ولا بين الرقي والمدنية الصحيحة أي تناف، فديننا دين خير وعز وكرامة ورقي.
“ رفعة الأمة المحمدية في تمسكها بدينها، وضعفها وهوانها في بعدها عن دينها “
أمة الإسلام، إن هذه الأمة المحمدية إذا تمسكت بدينها عزت ونالت