ومنافقو العصر إذا دعوا إلى الخير والهدى، وحذروا من إضرار المسلمين ونشر الفتن بين صفوفهم وإعانتهم العدو على الإسلام وأهله -قالوا: نحن مصلحون، ونحن ونحن ... تشابهت القلوب في الكفر والباطل.
“ من صفاتهم: الإعراض عن حكم الله وشرعه “
ومن صفات القوم: أنهم إذا دعوا إلى تحكيم شرع الله وتنفيذ أحكام الله العادلة، صدوا وانصرفوا وأعرضوا، {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} (?) {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} (?) ، فنفوسهم تميل إلى أحكام الكفرة، إلى القوانين الجائرة الظالمة التي تبيح لهم المحرمات والفجور، وتسمح لهم بالسوء والفساد، أما أحكام الله العادلة المنصفة التي تأخذ حق المظلوم من ظالمه، فتلك أحكام لا يقبلونها، لما في قلوبهم من عداوة للإسلام وأهله، فإن يك في أحكامه موافقة لأهوائهم قبلوها، {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} (?) {وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} (?) ما قبلوها إلا لموافقتها لأهوائهم لا غير.
“ من صفاتهم: السخرية بأهل الصلاح “
ومن صفات القوم: أنهم يستهزئون بالإسلام وأهله، ويعيبون أهل الإسلام ويسخرون بالمسلمين وأعمالهم، يسخرون بأهل الخير والصلاح: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} (?) {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (?) .