“ نهى الله عن اتخاذ الحج منبرا للفخر بالأنساب والأحساب “
إن الله -جل جلاله- عاتب العرب ونهاهم أن يتخذوا الحج منبرا للفخر بأحسابهم وأنسابهم، وحذرهم من ذلك وأمرهم بلزوم ذكره: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} (?) .
“ بيان صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم “
حجاج بيت الله الحرام، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- حج حجة واحدة هي حجة الوداع، وهي الحجة الوحيدة له بعد مهاجره -صلى الله عليه وسلم-، أذن -صلى الله عليه وسلم- في الناس قائلا: إني حاج، فأم المدينة بشر كثير كلهم يريد الاقتداء به والتأسي به، فسار في طريقه من المدينة إلى مكة شرفها الله، والناس عن يمينه وشماله وخلفه وأمامه مد البصر، كل يلتمس الاقتداء به والتأسي به، والوحي ينزل عليه، وما عمل به النبي -صلى الله عليه وسلم- عمل الناس بمثل ما عمل.
سلك الطريق الذي سلكه الأنبياء قبله، فمر بفج الروحاء فقال: «والذي نفسي بيده، ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما (?) » «مر بعسفان فقال: كأني بهود وصالح على بكرين أحمرين متزري العباء، مرتدي النمار، يحجان هذا البيت العتيق (?) »
وصل -صلى الله عليه وسلم- مكة المكرمة منشأه ومبدأ دعوته فوجد الحرم البلد الأمين طاهرا من الشرك، طاهرا من أخلاق الجاهلية، فطاف به -صلى الله عليه وسلم-، وخرجت العواتق وذوات الخدور كل يرتقب لينظر إليه وينظر