وسلم- فيها، فقولوا: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب»
هذا البيان النبوي أمام قبائل العرب المختلفة ليبين لهم أن فتحه لبيت الله الحرام لن يحط من قدر هذا البيت، ولن ينقص من شرف هذا البيت، بل شرفه قديم منذ خلق الله السماوات والأرض، حرمته قديمة، وستظل باقية إلى قيام الساعة، وأهل البيت محترمون له.
“ الإسلام بريء ممن يبث الفوضى في صفوف الحجيج، ويسعى لسفك دماء المسلمين “
أمة الإسلام، أين الإسلام ممن يحاول بث الفوضى بين صفوف الحجيج، أين الإسلام ممن يسعى في سفك دماء المسلمين، أين الإسلام ممن لا يرعى لأهل الإسلام حرمة ولا كرامة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم (?) » إن من يريد في هذا البلد الأمين الشر والفساد فسيحيق مكره بنفسه، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (?) .
إن الله جل جلاله يعاقب من هم بالمعصية في بيته الحرام وإن لم يفعلها، كل المعاصي لا يعاقب عليها إلا بالفعل، إلا الإلحاد في الحرم، فمن هم فيه بسوء عاقبه الله، {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (?) ، إن الله جعله حرما آمنا، ليفد الناس إليه حجاجا ومعتمرين فيجدوه حرما آمنا، واحة سلام، ودار أمان كما أراده الله.
“ قيادة هذا البلد حريصة كل الحرص على حفظ حرمة هذا البيت وأمنه، وتهيئة السبل لراحة الحجيج وتيسير أمرهم “
والله -جل جلاله- بفضله وكرمه وجوده وإحسانه من في هذه العصور