الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والحمد لله مستحق الحمد وموليه، الحمد لله الذي أعلى معالم العلم وأعلامه، وأظهر شعائر الشرع وأحكامه، وبعث رسله – صلوات الله عليهم – إلى سبيل الحق والهدى داعين، وأخلفهم علماء على سننهم ماضين، وجعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون على الأذى، ويحيون بكتاب الله تعالى الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رفع الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات، وجعلهم أهل خشية الله، واستشهدهم على توحيده، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أعلم الخلق بالله، وأخشاهم لله، وأتقاهم له، بعث بالدين الحنيف الخاتم، ورفع شأن العلم، وقدم على العابد العالم، فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وخلفائه وسائر أصحابه، والتابعين لهم بإحسان، ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن نعم الله -عز وجل- علي لا تحصى – ولا أحصي ثناء عليه سبحانه –، ومن النعم العظيمة، والهبات الجليلة، والمنح الكريمة، أن هيأ لي الاتصال بسماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، والقرب منه، أعب من معين علمه وكريم خلقه وأنهل، وهو على كثرة الوارد مبارك لا ينضب، فسبحان الملك الوهاب.