ولذلك يجتمع في شرب الدخان يا حضرة الدكتور عدة مصائب: المصيبة الأولى الضرر بالأبدان، المصيبة الثانية: الضرر بالإخوان، المصيبة الثالثة: الإضرار بالأموال، لأن هذا إسراف وتبذير وإضاعة للمال في شيء يضر ولا ينفع.
قديماً سئل أحد المشايخ قبل أن تصبح حقيقة علمية أن الدخان مضر وقد يترتب منه المرض الخبيث هذا السرطان كما تعلم، وهذا بلا شك في الآونة الأخيرة انتشر بين الناس أما من قبل ما كان معروف، فسئل أحد العلماء الفقهاء عن شرب الدخان يومئذ وهو كان فيه شك بضرره في الأبدان لكنه فقيه، فاسترسل في الحكم فأجاب بأرجوزة جميلة يقول:
الأصل فيه شرعاً الإباحة
لأنه نبت من الأرض {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29].
الأصل فيه شرعاً الإباحة ... والنهي عنه مطلقاً قباحة
مطلقاً يعني بدون تفصيل، هو بقى بيفصل فيقول: إن, إن للتشكيك لأنه لا يعرف.
إن كان يؤذيه بعقل أو بدن ... أو كان ذا ضرر إلى الثمن
فيحرم استعماله وإلا ... فجائز في شرعنا وحل
ولكن الإكثار منه ملهي ... وريحه الكريه عنه منهي
جهادهم فيه جهاد في الهوى ... سكوتهم ونهيهم عنه سوى
بل ربما أغرى فتاً مشغوفاً ... بشربه واستهون المصروف
وغاية الكلام فيه أنه ... من النبات وهو حل كله
إلا الذي يضر بالأبدان ... أو النهى فذاك شيء ثاني
قد أخبر الله ثم المصطفى ... عن عسل النحل لأنه شفاء
مع أنه يضر بالمحموم ... وحرمة المؤذي من المعلوم