الجاهل وهو: ما في نص في القرآن في تحريم الخمر، هناك نص في القرآن؛ لأن الله عز وجل أولاً: يقول: {فَاجْتَنِبُوهُ} [المائدة: 90] هذا يفيد وجوب اجتناب الخمر فإذاً هو بمعنى فهو حرام.
ثانياً: في القرآن الكريم: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].
ثالثاً: الحديث المعروف: «ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله» وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل مسكر خمر وكل خمر حرام».
الشاهد: فالدخان ليس من الضروري أن يكون عندنا نص شرب الدخان حرام، لا، يكفينا أنه يدخل في بعض الدلالات العامة كما سبق ذكره منا آنفاً.
وإلا من أين نأتي بتحريم الحشيش المخدر، أو الأفيون المخدر، من نفس الباب الذي حرمنا به شرب الدخان؛ لأنه قد يشكل هذا الجواب بالنسبة لبعض من يقرءون كتب السنة فيجد في سنن أبي داود: «كل مفتر حرام» لكن هذا الحديث في سنده ضعف، فيه رجل اسمه شهر بن حوشب وهو مع كونه صدوقاً في نفسه كان سيء الحفظ في ذاكرته.
فالشاهد: تحريم هذه الأنواع من المخدرات وما أكثرها اليوم وما أكثر أسمائها! فهي يكفي للقضاء عليها هذه الأدلة التي قدمناها آنفاً في تحريم شرب الدخان، مع أن الدخان يتميز في شدة التحريم على تلك المخدرات؛ لأن تلك المخدرات تحريمها يأتي من باب الضرر في البدن لكن ليس له تلك الرائحة الكريهة حتى بالنسبة للمصلين منهم إذا دخلوا المسجد نفروا من حولهم، هؤلاء الذين يشربون الحشيش ليس كذلك، بينما الذين يبتلون بشرب الدخان فهم منفرون برائحتهم الكريهة؛ لأنها تصبح جزءً لا يتجزأ من حياتهم .. من طبيعتهم حتى ترى بين الأصابع منهم آثار الدخان بين الأصابع .. ذي الشارب منهم أصبح شاربه أشقر وهو أسود من كثر ما يشرب الدخان، وهكذا.