فهذه الأنامل تكون شاهدة على صاحبها يوم القيامة بأنها ذكرت الله وسبحت الله وَوَ إلى آخره ..

والناس غافلون أو معرضون عن هذه السنة هذا بيان رقم واحد من الرسول بالقول. وبالفعل أيضا: حيث روى أبو داود بإسناده الصحيح: »

عن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أو عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص -الشك مني الآن ولعل الثاني هو الأقرب إلى الصواب-: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعقد التسبيح بيمينه» أو قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح بيمينه»

فإذن إذا نظرنا إلى السبحة من جانب أنها وسيلة للعقد ولإحصاء العدد فهذا قد جاء الرسول عليه السلام بخير منها تشهد هذه الوسيلة لصاحبها يوم القيامة شهادة زاكية طيبة.

فالإعراض عن هذه السنة التي ثبتت بقوله عليه السلام وبفعله مع بيان الحكمة بتلك الشهادة الإعراض عن هذا وهذا بأن السبحة مع الاعتراف بأنها لم تكن في عهد الرسول فهي وسيلة, نقول الوسائل كالغايات إذا كانت الوسائل وُجد المقتضي للعمل بها, ثم لم يُعمل بها فهل كان السلف بعد أن وُجدت السبحة كانوا يضعون تسابحهم في جيوبهم, فإذا ما انتهت الصلاة أخرجوها وجلسوا يعدون الذكر المشروع تعداده بالسبحة؟ أم كانوا يعقدون التسبيح بأيمانهم؟

لا شك أنهم هكذا كانوا يفعلون.

والسبحة هي من بدعة الصوفية وكفى ..

فمع مخالفة هذه البدعة للسنة لا نرى صواب قول ابن تيمية بجواز استعمالها وكذلك من وافقه على هذا القول فإن لنا غُنية عن استعمالها بما بين لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذه الوسيلة الطيبة من العقد باليمنى قولا وفعلا.

إلى الآن نرى مظاهر هذه السبحة أنها تقليد من بعض المسلمين قديما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015