الناس! كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين» وفي لفظ: «بالقرآن فتؤذوا المؤمنين» لذلك ما جرى غير في المتأخرين من الذكر جماعياً في بعض المواطن مثل مثلاً التهليلات العشر بعد صلاة المغرب وصلاة الفجر جماعياً، أولاً: رفع الصوت هذا غير مشروع كما سمعت من الحديث السابق، ثانياً: الاجتماع على رفع الصوت بصوت واحد هذا لم يكن في زمن السلف يوم قال الرسول عليه السلام هذا الحديث الطويل .. كانوا يجتمعون بذكر الله تبارك وتعالى إما بتلاوة قرآن .. أحدهم يقرأ والآخرون يسمعون على منهج قوله عليه الصلاة والسلام حينما قال مرة لأبي بن كعب وأخرى لعبد الله بن مسعود: «أقرأ علي القرآن، قال: أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري» هكذا كان السلف أحدهم يقرأ والآخرون يسمعون ..

(الهدى والنور / 795/ 40: 55: 00)

التمايل عند الذكر لا أصل له

[قال الإمام]: وبهذه المناسبة لابد من التذكير نصحا للأمة، بأن ما يذكره بعض المتصوفة عن علي رضي الله عنه أنه قال وهو يصف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كانوا إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح».

فاعلم أن هذا لا يصح عنه رضي الله عنه، فقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» «1، 76» من طريق محمد بن يزيد أبي هشام حدثنا المحاربي عن مالك بن مغول عن رجل من «جعفي» عن السدي عن أبي أراكة عن علي.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم.

السلسلة الصحيحة (3/ 307)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015