[قال الإمام]: غريب الحديث:
1 - «المفردون»: أي المنفردون.
قال ابن الأثير: «يقال: فرد برأيه وأفرد وفرد، استفرد، بمعنى انفرد به».
قال النووي رحمه الله: «وقد فسرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بـ «الذاكرين كثيرا والذاكرات» وتقديره: والذاكراته، فحذفت الهاء هنا كما حذفت في القرآن لمناسبة رؤوس الآية ولأنه مفعول يجوز حزفه. وهذا التفسير هو مراد الحديث».
2 - «يهترون»: أي يولعون. قال ابن الأثير: «يقال: «أهتر فلان بكذا واستهتر فهو مهتر به ومستهتر»: أي مولع به لا يتحدث بغيره ولا يفعل غيره.
تنبيه: كان من دواعي تخريج هذا الحديث أنه وقعت هذه اللفظة في «الشعب» هكذا «يهتزون» بالزاي، بحيث تقرأ «يهتزون»، فبادرت إلى تخريجه وضبط هذه اللفظة منه خشية أن يبادر بعض الصوفية الرقصة إلى الاستدلال به على جواز ما يفعلونه في ذكرهم من الرقص والاهتزاز يمينا ويسارا، جاهلين أو متجاهلين أنه لفظ محرف. وقد يساعدهم على ذلك ما جاء في «شرح مسلم» للنووي: «وجاء في رواية: «هم الذين اهتزوا في ذكر الله». أي لهجوا به». وكذلك .. جاء في حاشية «مسلم - استانبول» نقلا عن النووي! على أنه لو صح لكان معناه: يفرحون ويرتاحون بذكر الله تبارك وتعالى كما يؤخذ من مادة «هزز» من «النهاية»، فهو حينئذ على حد قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أرحنا بها يا بلال! ». «1» أي بالصلاة. وهو قريب من المعنى الذي قاله النووي. والله أعلم.
السلسلة الصحيحة (3/ 306 - 307).
السائل: لقد سمعت من أحد الشيوخ بعض الصوفيين أنه ذكر حديثاً أو ما هو