بِكَ بَعْدِي فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا أَوِ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّة أَو عظم فَإِن مُحَمَّدًا بَرِيء مِنْهُ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. «صحيح»
قال الألباني عن عقد اللحية: هو معالجتها حتى تنعقد، وهذا مخالف للسنة التي هي تسريح اللحية.
وقيل: كان ذلك من دأب العجم، فنهوا عنه لأنه تغيير خلق الله، ويمكن أن يكون المراد كلا القولين، وقد قيل غير ذلك. انظر «المرقاة» «1/ 290».
(مشكاة المصابيح 1/ 113)
السؤال: من يقول: إن السنن الظاهرية في الإنسان كاللحية والثوب إنما هي كانت في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبيل العادة، والآن ليس واجب الإنسان يربي لحيته، وأن يتمثل بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، إنما من باب العادة فقط، واتباعها من باب الفضيلة ليس فقط.
الشيخ: يعني: لا تعدو أن تكون فضيلة من الفضائل؟
السائل: فقط لا غير، فما حكم ذلك؟
الشيخ: الحقيقة: أن هذه المسألة من جملة البلاء الذي أصاب العالم الإسلامي من خاصتهم.
أقول: إن هذا البلاء أصاب العالم الإسلامي، ليس من عامتهم بل خاصتهم، فالخاصة هم الذين يلقنون العامة أحياناً بعض الأفكار الغريبة المنحرفة عن الإسلام، والسبب الذي يحملهم على هذا الانحراف ليس هو الاجتهاد العلمي، لسبب أو أسباب ذكرناها آنفاً، وإنما هي محاولة من هذه الخاصة لجعل الإسلام يتماشى مع رغبات العصر الحاضر ومتطلباته المادية.