الشيخ: إذا كان على سبيل المعالجة فذلك جائز -بلا شك-، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مرة قد جاءه رجل من الصحابة اسمه عرفجة بن سعد، وكان قد أصيب أنفه في وقعةٍ في الجاهلية اسمها وقعة كُلاب، فاتخذ أنفاً مِنْ وَرِق -من فضة- فأنتن عليه، وهذه طبيعة الفضة مع الرطوبة كطبيعة الحديد والنحاس يخرج من مجموع ذلك شيء من الصدأ، وصدأ الحديد -كما تعلمون- أحمر، أما صدأ الفضة والنحاس فهو أخضر.
فأصبح ينتن عليه هذا الأنف الذي هو من فضة، فشكى أمره إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمره أن يتخذ أنفاً من ذهب.
ولا يخفى على الجميع أن اتخاذ الأنف من الذهب هو ليس من باب الضرورات تبيح المحظورات، لأنه يستطيع أن يعيش هذا الذي ذهبت أرنبة أنفه بدون أن يضع أرنبة عارية من معدن، سواءً كان من ذهب أو غيره.
لكن أباح الرسول عليه السلام له أن يتخذ أنفاً من ذهب بدلاً من الفضة لدفع الضرر الذي ينتج من إعادة الأنف تقريباً إلى وضعه الذي خلقه الله عليه.
وإذا كان الأمر كذلك: فإدخال عمود -في الساق المكسورة- من ذهب، إن اقتضى الطب ذلك فلا مانع من ذلك أبداً، لأن إباحة هذا أولى من إباحة الأنف من ذهب، نعم.
لكن أنا أتساءل الآن: هذا العمود من ذهب، يعني لا بد أنه يُكَلّف فهل معنى ذلك: أنه طبياً لا بديل له من حيث أن يستعاض عنه بما هو أرخص منه، فمن الذي سأل هذا السؤال، وهل هو على علم بجواب ما سألت؟
مداخلة: يعني: المادة تكون غير قابلة للصدأ، غير قابلة للتآكل، هذا المفروض.
الشيخ: ما في معدن آخر أرخص منه؟
مداخلة: أنا عندي هنا في ساقي عمود من البلاتين وضعته في لندن، فأعتقد أنه ما في شيء بديل، لأن الشيء الآخر يعمل حساسية، ولا يتقبله الجسم.