الاعتدال صحيح، وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاد يقال له: أنجشة فتعنق الإبل (?) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير» (?)

صحيح وفي حديث سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنياتك؟ وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم يقول:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا

فألقين ... سكينة ... علينا ... وثبت الأقدام إذ لاقينا

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من هذا السائق»؟ قالوا: عامر بن الأكوع فقال: «يرحمه الله» (?).

وقد روينا عن الشافعي رحمه الله أنه قال: أما استماع الحداء ونشيد الأعراب فلا بأس به. انتهى ملخصا.

وقال الإمام الشاطبي في الاعتصام 1/ 368، بعد أن أشار إلى حديث أنجشة وهو في صدد الرد على بعض الصوفيين: وهذا حسن لكن العرب لم يكن لها من تحسين النغمات ما يجري مجرى ما الناس عليه اليوم بل كانوا ينشدون الشعر مطلقا ومن غير أن يتعلموا هذه الترجيعات التي حدثت بعدهم بل كانوا يرفقون الصوت ويمططونه على وجه يليق بأمية العرب الذين لم يعرفوا صنائع الموسيقى فلم يكن فيه إلذاذ ولا إطراب يلهي وإنما كان لهم شيء من النشاط كما كان عبد الله بن رواحة يحدو بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما كان الأنصار يقولون عند حفر الخندق:

نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما حيينا أبدا

فيجيبهم - صلى الله عليه وسلم - بقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015