بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فهذه هي المجموعة الثالثة من مشروعي (موسوعة العلامة الألباني رحمه الله) أُقَدِّمُهَا لمُحبِّيه من عُشَّاق القراءةِ والعلم، لِيُحَلِّقُوا بعيدًا في سماءِ علمِ هذا الإمام الذي طبق ذكره الخافقين، وسار مسير الشمس في الشرق والغرب، وخُلِّد في الدنيا ذِكْرُهُ إلى ما شاء الله.

ولمَّا تناولتُ قلمي لأَخُطَّ هذه الكلمات، لم أستطع أن أمنع دمعات عيني من الجريان، فما كنتُ أظنُّ أنني سأكتب هذه الكلمات - ولا كان قلمي يظنّ ذلك-!

فقد مَرَرْنا في ديارِنا اليمنية - حرسها الله - بفتنٍ يَشيبُ لها الرأسُ، ويطير لها لُبُّ العاقل، ذَهَبَت بنا كلَّ مذهب، مما أثَّر تأثيراً كبيراً على سَير هذا المشروع الذي وهبتُ له نفسي.

ولما حلَّت الفتنةُ في صنعاء اليمن حيث أقطن وأسكن خَشِيتُ على مشروعي هذا أن تتناوله يد الفتنة - أو تتناولني- فتكتب نهايته - ونهايتي-.

حينها جمعت أصوله ومسوَّدته ومتعلقاته في حقيبتي وهممتُ بالرَّحيل إلى مكانٍ آمنٍ أستطيع فيه أن أجمع شَتات نفسي وأُلملِم أُفكارَ عقلي لأنجز مشروعي هذا وأوصله لأمتنا - ثم ليكن ما يكون -.

وقبل الرحيل رمقتُ مكتبتي بعينٍ حزينةٍ آسفةٍ على فراقٍ لا أدري متى ينتهي؟ !

وكيف لي أن أصبر على فراق أحضانٍ دافئةٍ عشتُ فيها سنوات، وعيونٍ حالمةٍ عشت معها أجمل اللحظات!

وكان الله عند حسن ظن عبده الفقير، فقد وفَّقني لإنجاز هذا العمل الذي يُعَدُّ الحلقة الأكبر في مشروعي الذي خصصته لخدمة تراث إمام الدنيا الألباني رحمه الله، وبإنجازه أكون قد أنجزت بفضل الله أكثر قسم (جامع تراث الألباني) على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015