رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تماثيل، قال: فأتيت عائشة، فقلت: إن هذا يخبرني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل» فهل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر ذلك؟ فقالت: لا ... ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل: رأيته خرج في غزاته، فأخذت نمطاً فسترته على الباب، فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه «النمط حتى هتكه أو قطعه، وقال: «إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين».
قالت: فقطعنا منه وسادتين وحشوتهما ليفاً، فلم يعب ذلك علي».
صحيح. دون قول عائشة «لا» فإنه شاذ أو منكر، فقد أخرجه مسلم «6/ 157 - 158» وكذا أبو عوانة: في مستخرجه «8/ 252 - 2 - 259/ 1» والروياني في مسنده «ق 181/ 1» والهيثم بن كليب في مسنده «ق 124/ 2» من طريق سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن يسار أبي الحباب، مولى بني النجار، عن زيد بن خالد الجهني به.
قلت: وهذا إسناد جيد، لكن سهيل بن أبي صالح، قال الحافظ في التقريب: «صدوق تغير حفظه بآخره، روى له البخاري مقروناً وتعليقاً».
وأورده الذهبي في الضعفاء، وقال: «ثقة. قال ابن معين: ليس بالقوي».
قلت: وقد استنكرت من حديثه هذا قوله: «فهل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر ذلك؟ فقالت: لا» فإن السيدة عائشة رضي الله عنها قد سمعت ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقيناً، أخرج ذلك عنها الشيخان وغيرهما في حديث النمرقة المتقدم «122» قالت في آخره: ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة».
فإن قيل: لعل عائشة أنكرت سماعها للنص الذي ذكر لها عن أبي طلحة بتمامه أي بزيادة «كلب»؟
والجواب: أنها قد سمعته منه - صلى الله عليه وسلم - بهذه الزيادة أيضاً، فقد أخرج مسلم