يقول ... » فذكره, وليس عندهم «فيها أبداً» وإنما هي عند البخاري «2/ 41» من طريق أخرى عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباس إذ أتاه رجل فقال: يا أبا عباس، إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير، فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، سمعته يقول: «من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفه فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبداً» فربا الرجل ربوة شديدة، واصفر وجهه، فقال: ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح، وسيأتي.
قلت: وهذا الحديث يدل أيضاً على شموله غير المجسم من الصور، وذلك لأنه مطلق، ولأن راويه ابن عباس لم يفهمه منه ذلك، ولو كان خاصاً بالمجسمة منها لم يضيق على السائل ذلك التضييق، بل كان يبيح له الصور غير المجسمة من ذوات الأرواح أيضاً كما هو ظاهر، وفهم الصحابي حجة، لا سيما إذا كان راوي الحديث، وأيدته القواعد الأصولية كما هو الشأن هنا، وكان مدعماً بالنصوص الأخرى، كما تقدم، ولذلك جزم الإمام النووي ببطلان مذهب من يجيز الصور التي لا ظل لها -يعني غير المجسمة- وسأذكر كلامه تحت الحديث «134».
(غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام) (ص 78 - 79)
«قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم» متفق عليه. صحيح.
ولنافع فيه إسناد آخر، فقال مالك في «الموطأ» «2/ 966/8»: عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، وقالت: أتوب إلى الله ورسوله، فما أذنبت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فما بال هذه الخرقة»؟
قالت: اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن