معنى حديث: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود)

[قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود».

[قال الإمام]: «فائدة» روى البيهقي عن الشافعي رحمه الله أنه قال: «وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم: الذين ليسوا يعرفون بالشر، فيزل أحدهم الزلة».

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح «12/ 88»: بعد أن ذكر الحديث من رواية أبي داود عن عائشة ساكتًا عليه مشيرًا بذلك إلى تقويته:

ويستفاد منه جواز الشفاعة فيما يقتضي التعزير، وقد نقل ابن عبد البر وغيره فيه الاتفاق، ويدخل فيه سائر الأحاديث الواردة في ندب الستر على المسلم، وهي محمولة على ما لم يبلغ الإمام.

السلسلة الصحيحة (2/ 239).

الستر على من وقع في حد إذا عُلم منه صدق الندم

[قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]: «لو ستَرْتَه بثوبِكَ؛ كان خيراً لكَ. قاله لهزّال».

[قال الإمام]: وبقي شيء يتعلق بفقه الحديث، وما المراد بقوله لهزال: «لو سترته ... »، فإن ظاهره غير مراد على إطلاقه؟ ! ولذلك فسره الباجي في «المنتقى» «7/ 135» بقوله: «يريد مما أظهرته من إظهار أمره، وإخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر به، فكان ستره بأن يأمره بالتوبة، وكتمان خطيئته، وإنما ذكر فيه الرداء على وجه المبالغة، بمعنى: أنه لو لم تجد السبيل إلى ستره إلا بأن تستره بردائك ممن يشهد عليه؛ لكان أفضل مما أتاه، وتسبب إلى إقامة الحد عليه. والله أعلم وأحكم». ونقله الحافظ في «الفتح» «12/ 125» عنه، وأقره. والخلاصة؛ أن الحديث محمول على من كان مثل ماعز في الندم على ما فعل وليس من عادته الزنى، فينبغي الستر عنه، وعدم التشهير به؛ بخلاف من لا؛ ووصل أمره إلى إشاعته والتهتُّك، فهذا هو الذي لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015