[قال الإمام في تعقباته على الشيخ سيد سابق رحمه الله في فقه السنة]:
قوله تحت عنوان: زكاة العسل: «قال البخاري: ليس في زكاة العسل شيء يصح».
أقول: ليس هذا على إطلاقه فقد روي فيه أحاديث أحسنها حديث عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده وأصح طرقه إليه طريق عمرو بن الحارث المصري عن عمرو بن شعيب ... بلفظ:
«جاء هلال أحد بني متعان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعشور نحل له وكان سأله أن يحمي له واديا يقال له: سلبته فحمى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك الوادي فلما ولي عمر بن الخطاب كتب سفيان بن وهب إلى عمر يسأله عن ذلك فكتب عمر: إن أدى إليك ما كان يؤدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عشور نحله فاحم له سلبته وإلا فإنما هو ذباب غيث يأكله من يشاء».
قلت: وهذا إسناد جيد وهو مخرج في «الإرواء» رقم 810 وقواه الحافظ في «الفتح» فإنه قال عقبه 3/ 348:
«وإسناده صحيح إلى عمرو وترجمة عمرو قوية على المختار لكن حيث لا تعارض إلا أنه محمول على أنه في مقابلة الحمى كما يدل عليه كتاب عمر ابن الخطاب».
وسبقه إلى هذا الحمل ابن زنجويه في «الأموال» 1095 - 1096 ثم الخطابي في «معالم السنن» 1/ 208 وهو الظاهر والله سبحانه وتعالى أعلم.
ولدقة المسألة حديثيا وفقهيا اضطرب فيه رأي الشوكاني فذهب في «نيل الأوطار» 4/ 125 إلى عدم وجوب الزكاة على العسل وأعل أحاديثه كلها وأما
في «الدرر البهية» فصرح بالوجوب وتبعه شارحه صديق خان في «الروضة الندية» 1/ 200 وأيد ذلك الشوكاني في «السيل الجرار» 2/ 46 - 48 وقال: