كانت هي ..

سَهِرَت، وكَدَّت، وتعبت، وبذلت، وأعطت ..

حتى إذا اشتد الساعد واستوى السُّوق، وجاء دوري لأرد شيئاً من جميلها ..

كنتُ- وكانت- على موعدٍ مع ليلةٍ هادئة ..

ولأمرٍ ما .. لم يَزُرْنِي النوم في تلك الليلة- ولم يَزُرْهَا- ...

فانتقلتُ إلى حجرتها .. فساهرتُها والقمرَ إلى الفجر ..

وما أقساه مِن فجر ..

كانت على سفرٍ في صباح ذلك اليوم إلى الخارج ..

فودَّعتها وودَّعتني إلى لقاءٍ قريب ..

وهكذا كنَّا نظنّ ..

ثم جاءني خبرٌ من بَعِيْد .. أظلمت له الدنيا في عيني ..

إنَّ ثمة أمراً أراده الله أن يكون فكان ..

فكانت تلك الليلة هي الأخيرة ..

وسَطَرَ ذلك الفجر النهاية ..

وإنني كلما أنشأتُ أكتبُ عن أمي -أوْ لَها- خذلني قلمي، وأَغرقتِ الدموعُ قِرطاسي، وأسلمتُ فكري لذكرياتٍ لا نهاية لها، وتمنيت أن لو عادت تلك الليلة .. أو رُفِعَ أذان ذلك الفجر من جديد .. ولكن الله شاء فكان ما شاء ..

أسأل الله أن يتغمدَ أمِّي برحمته، وأن يغفر لها ويرحمها، وأن يجمعني بها في جناته، وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتها يوم الدين.

كما أتوجه بالشكر لأخي الكريم عبد الحفيظ حسن النهاري الذي قام على

التنسيق الفني للكتاب وفهرسته، وقد بذل في ذلك جهدًا كبيرًا، وتعب عليه، حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015