عاما مخصوصا كما زعم بعضهم. وفيه دليل على أنه يستحب للخطيب أن يرفع بالخطبة صوته ويجزل كلامه ويأتي بجوامع الكلم من الترغيب والترهيب. ويأتي بقول: «أما بعد». وظاهره أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يلازمها في جميع خطبه. وذلك بعد الحمد والثناء والتشهد كما تفيدها الرواية المشار إليها بقوله: «وفي رواية له» الخ. وفيه إشارة إلى أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يلازم قوله: «أما بعد فإن خير الحديث» الخ في جميع خطبه (?). وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء» (?).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه في خطبته قواعد الإسلام وشرائعه ويأمرهم وينهاهم في خطبته إذا عرض أمر أو نهي، كما أمر الداخل وهو يخطب أن يصلي ركعتين ويذكر معالم الشرائع في الخطبة والجنة والنار والمعاد فيأمر بتقوى الله ويحذر من غضبه ويرغب في موجبات رضاه، وقد ورد قراءة آية ففي حديث مسلم: «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس ويحذر». وظاهر محافظته على ما ذكر في الخطبة وجوب ذلك لأن فعله بيان لما أجمل في آية الجمعة وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (?).

وقد ذهب إلى هذا الشافعي. وقال بعضهم: مواظبته - صلى الله عليه وسلم - دليل الوجوب. قال في «البدر التمام»: «وهو الأظهر». والله أعلم (?).

[الأجوبة النافعة ص 53].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015