الجمع بين سورتين فأكثر في الركعة الواحدة

وكان أحياناً يجمع في الركعة الواحدة بين السورتين أو أكثر.

قال أبو عبيد: «والذي عليه أمر الناس: أن الجمع بين السور في الركعة حسن غير مكروه، وهذا الذي فعله عثمان بن عفان، وتميم الداري، وغيرهما؛ هو من وراء كل جمع. إلا أن الذي أختار من ذلك: أن لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث؛ للأحاديث التي رويت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من الكراهة لذلك».

ذكره ابن نصر في «قيام الليل» «62».

قال الحافظ «2/ 204»: «وقد نقل البيهقي في «مناقب الشافعي» عنه أن الجمع بين السور مستحب».

وروى أحمد «2/ 13 و 5/ 66»، والبيهقي «2/ 60»، والطحاوي «1/ 205» عن نافع قال: ربما أَمَّنَا ابن عمر بالسورتين والثلاث في الفريضة.

[أصل صفة الصلاة (1/ 399)]

المحافظة على قراءة سورة معينة في كل الصلاة

وقد كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قُباء، وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به؛ افتتح بـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها؛ وكان يصنع ذلك في كل ركعة. فكلمه أصحابه؛ فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى؛ فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها، وتقرأ بأخرى. فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك؛ فعلت، وإن كرهتم؛ تركتكم. وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره.

فلما أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أخبروه الخبر؛ فقال: «يا فلان! ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟ وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ ». فقال: إني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015