ذلك إلى السنة. وقد علمت ما ثبت فيها من الزيادة؛ فالأخذ بها أولى؛ لا سيما وأن فيها زيادة معنى.
وقد ذهب إلى شيء من هذا بعض الشافعية؛ فقال الرافعي في «شرح الوجيز» «3/ 305»: «وحكى القاضي الروياني عن بعض أصحابنا: إن الأحسن أن يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم». اهـ.
وأحسن من هذا أن يضاف إليه: «من همزه، ونفخه، ونفثه».
ومما ذكرنا تَعْلَمُ أن قول ابن القيم في «زاد المعاد» «1/ 73»: وكان يقول بعد ذلك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ثم يقرأ «الفَاتِحَة».
فيه قصور؛ لأن كتابه ليس كتاب تأييد لمذهب معين؛ بل هو بيان لهديه - صلى الله عليه وسلم - في عباداته وغيرها.
واختلف العلماء في حكم الاستعاذة، ويأتي بعض الكلام في ذلك قريباً.
[أصل صفة الصلاة (1/ 272)]
حديث أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يقول قبل القراءة: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». صحيح.
لكن بزيادتين يأتى ذكرهما, وأما بدونهما فلا أعلم له أصلا.
[ثم ذكر الإمام الأدلة على الزيادة وهي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، ثم قال]: وبالجملة فهذه أحاديث خمسة مسندة ومعها حديث الحسن البصرى وحديث أبى سلمة المرسلين إذا ضم بعضها إلى بعض قطع الواقف عليها بصحة هذه الزيادة وثبوت نسبتها إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - , فعلى المصلى الإتيان بها اقتداء به عليه الصلاة والسلام.