بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد:
الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ في كُلِّ زمانِ فترةٍ من الرُّسل بقايا مِن أهْل العِلم .. يَدْعُون مَنْ ضلَّ إلى الهُدى، ويَصْبِرُون مِنْهُم على الأَذى ..
يُحيون بكتابِ الله الموتى، ويُبَصِّرون بنورِ اللهِ أهل العَمَى ..
فَكم من قتيلٍ لإِبليس قد أحيَوه، وكم من ضالٍّ تائهٍ قد هَدوه ..
فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهِم .. (?).
هُم قوَام الدِّين وقِوَامه .. وبهم ائتلافه وانتظامه ..
هم ورثة الأنبياء ..
وبهم يُستضاء في الدَّهماء .. ويُهتدى كنجوم السماء ..
إليهم المرجع في التدريس والفتيا .. ولهم المقام المرتفع على الزهرة العليا ..
وهم الملوك ..
لا .. بل الملوك تحت أقدامهم! وفي تصاريف أقوالهم وأقلامهم ..
وهم الذين إذا التحمت الحرب أرز الإيمان إلى أعلامهم ..
وهم القوم كل القوم .. إذا افتخر كل قبيل بأقوامهم ..
بيضُ الوجوهِ كريمةٌ أحسابهمْ ... شمُّ الأنوفِ من الطِّراز الأولِ (?)
ولَمَّا كان صلاحُ الوجود بالعلماء، ولولاهم كان الناسُ كالبهائم، بل أسوأ