والعصفور الرابع ولعله الأخير: البسملة على الطعام أيضاً لا بد منها، لماذا؟ لأن من لم يسم على طعامه يكون قد أفسح المجال للشيطان أن يشاركه في طعامه، هذا العصفور الرابع، وظننت أن يكون هو الأخير، لكن لعل الأخير الخامس، وهو: البسملة على الطعام كالبسملة على الوضوء، وليس كالبسملة في القراءة، هذه مختصرة، بسم الله فقط، وهذا لعله من الُّلطف في الشرع، أنت قادم على الطعام راح تعمل لي محاضرة هلَّا من الذكر بسم الله الرحمن الرحيم، لا، أقرب طريق: بسم الله، وبلِّش في الطعام، يكفي يا أستاذ هات لنشوف.
(الهدى والنور/783/ 57: 34: 00)
الملقي: كانوا ينبهون المجاهدين بعدم تحريك الأصبع، وبعدم التأمين مثلاً، وغير ذلك من أجل تأليف قلوب الأفراد، فهل كانوا مُصِيبِين في هذه المسألة؟
الشيخ: والله هذا يختلف من مكان إلى آخر، هو نحو هذا الكلام يقوله ابن تيمية.
ابن تيمية مثلاً لا يرى الجهر بالبسملة، لكن يقول: إذا كان الإمام في قوم يرون الجهر بالبسملة سنة أو واجب فيجهر بها، لكن أنا في هذه المسألة أقول شيئاً لا بد منه وهو أنه الذي يريد أن يساير المقتدين كسياسة شرعية، هذا ينبغي أن يمهد ببيانه للناس، وإلا راح تنقلب القضية راح يصير هو المقتدي، لكن لما بيبين للناس تارة وتارة، أو ما بين آونة وأخرى، إنه السنة يا إخواننا كذا، صفة صلاة الرسول كذا وكذا إلى آخره، ثم بيشوفوه لما بيصلي وحده إذا كان بالإمكان بيحرك أصبعه، لكن لما بيؤم ما بيحرك بيعرفوا أنه هذا الرجل مسلم ومتعصب للسنة، لكن بيراعي الآخرين لحتَّى يصيروا إيه يعرفوا قدر السنة، توجيهاً وعملاً.