فالسؤال: هل الذي يترك هذه الأمور متعمداً تبطل صلاته أم لا؟ وما الضابط الصحيح في هذه المسألة؟
الشيخ: تقصد طبعاً بالأمور، الأمرين اللذين ذكرتهما لا أكثر من ذلك، والأول الصلاة على الرسول عليه السلام، والآخر التشهد، أكذلك؟
مداخلة: لا، فيه أمور واجبة أخرى تتعلق بالصلاة.
الشيخ: يعني: أمور أخرى.
مداخلة: نعم.
الشيخ: طيب، الأمر الواجب يثبت بمجرد أمر الرسول عليه السلام بالشيء، وبشرط ألَّا يكون هناك صارف من الوجوب إلى ما دونه من السنة أو الندب.
أما الركن الذي يلزم منه بطلان ما أُمر به المسلم، فلا يثبت لمجرد الأمر، ولذلك فالتشهد والصلاة على الرسول عليه السلام فهما من الواجبات، وليسوا من الأركان التي يَلزم من تَرْك الركن بطلان الكل، والتي هي هنا الصلاة.
أما ما ذكرته عن الآجري، فهذا طبعاً كلام يتحمل مسؤوليته الذي يقولوه، ونحن قلناه؛ لكي ندعم أن الأمر ليس للسنة كما يذهب الكثيرون، ممن يقولون في باب سجود السهو مثلاً، بأنه يُسن سجود السهو لترك سنة، بدليل أن الرسول عليه السلام سجد لنسيانه التشهد الأول.
فنحن نقول: هذا النسيان ليس لسنة بل هو لأمر واجب، وإن كنا لا نخالف الأصل، وإنما نحن نناقش في الدليل، هم يستدلون على شرعية السجود للسهو بسجود الرسول عليه السلام لتركه التشهد سهواً، لكن التشهد واجب وليس بسنة، فلا بد لهم من دليل غير هذا الدليل، وهو عندنا قوله عليه السلام: «لكل سهو سجدتان». بغض النظر عن حكم الذي استوجب شرعاً سجود السهو، هذا ما عندي جواباً عن سؤالك السابق، فإذا كان بقي شيء على الأقل في نفسك تسأل عنه حول هذا فأبده حتى تنبه له.