يوم بئر مَعونة (?). وكان رئيسَ المشركين يومئذ عامرُ بن الطفيل، وكان هو أتى النّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: اخْتَرْ منيّ ثلاث خصال: يكونُ لك أهلُ السَّهل ويكون لي أهلُ الوَبَر، أو أكونُ خليفةً من بعدك، أو أغزوك بغَطَفانَ ألفِ أشقرَ وألفِ شقراء. قال: فطُعِن (?) في بيت امرأةٍ من بني فلان (?)، فقال: غُدّةٌ كغُدّة البعير في بيت امرأة من بني فلان، ائتوني بفرسي. فأُتِي به فرَكِبَه، فمات وهو على ظهره.
فانطلق حرامٌ ورجلان معه: رجل من بني أميّة (?) ورجلٌ أعرجُ، فقال لهما: كونا قريبًا منّي حتى آتيَهم، فإن أمّنوني وإلا كنتُم قريبًا منّي، فإن قتلوني أعلمْتُم أصحابَكم. فأتاهم حرامٌ فقال: أتؤمِّنوني أبَلِّغْكم رسالةَ رسول اللَّه إليكم؟ قالوا: نعم. فجعلَ يُحَدّثُهم، وأومأوا إلى رجلٍ من خلفه فطعنَه حتى أنْفَذَه بالرُّمح. كال: اللَّه أكبر، فُزْتُ وربِّ الكعبة، ثم قتلوهم غيرَ الأعرج كان في رأس جبل. قال أنس: فأُنْزِل علينا، وكان ممّا يُقرأ فنُسخ: (أنْ بَلِّغوا قومَنا أنا لَقِينا ربَّنا فرَضي عنّا وأرضانا). قال: فدعا النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عليهم أربعين صباحًا، على رِعْلٍ وذَكوانَ وبني لِحيانَ وعُصَيّة، الذين عصَوا اللَّهَ ورسوله.
أخرجاه (?).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا ابن أبي عديّ عن سعيد عن قتادة عن أنس:
أنّ نبيّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أتاه رِعْلٌ وذكوانُ وعُصيّةُ وبنو لِحيانَ، فزعموا أنّهم قد أسلموا، واستمدّوه على قومهم، فأمدّهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومئذ بسبعين من الأنصار. قال أنس: كُنّا نُسَمّيهم في زمانهم القُرَّاء، كانوا يحتطبون بالنهار ويُصلّون بالليل. فانطلقوا بهم حتى إذا أتَوا