قد قتلهم ثم قتلوه، فقالوا: يا رسول اللَّه، ها هو ذاك إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فأتاه النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "قتل سبعة وقتلوه، هذا منّي وأنا منه" مرّتين أو ثلاثًا. ثم وضعَه في قبره، ولم يذكر أنّه غسله.
قال ثابت: فما كان في الأنصار أيِّمٌ أنفقَ منها. وحدَّث إسحق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة ثابتًا قال: هل تعلم ما دعا لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: "اللهمّ صُبَّ عليها الخير صبًّا، ولا تجعل عيشَها كَدًّا كدًّا". قال: فما كان في الأنصار أيِّمٌ أنفقّ منها.
قال أبو عبد الرحمن (?): ما حدّثَ به في الدنيا أحد إلا حمّاد بن سلمة.
انفرد بإخراجه مسلم (?).
(6497) الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: حدّثنا عيينة عن أبيه عن أبي برزة الأسلمي قال:
خرجتُ يومًا أمشي، فإذا أنا بالنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- متوجّهًا، فظنَنْتُه يريدُ حاجة، فجعلتُ أخنُسُ عنه وأعارضُه، فرآني، فأشار إليّ فأتَيْتُه، فأخذ بيدي، فانطلقْنا نمشي جميعًا، فإذا نحن برجلٍ يصلّي، يُكثِرُ الرُّكوع والسُّجود، فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أتُراه مرائيًا؟ " فقلت: اللَّه ورسوله أعلم. فأرسل يدي ثم طبّقَ بين كفَّيه فجمعهما، وجعل يرفَعُهما بحيال منْكبَيْه ويَضَعُهما، ويقول: "عليكم هَديًا قاصدًا" ثلاث مرّات - فإنّه من يُشادَّ الدِّين يَغْلِبْه" (?).