(6068) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثنا الأوزاعيُّ قال: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: حدّثني محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زُرارة عن قيس بن سعد قال:
زارَنا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في منزلنا فقال: "السلام عليكم ورحمة اللَّه" قال: فردّ سعد ردًّا خفيًّا. قال قيس: قلتُ: ألا تأذنُ لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: ذَرْه يُكْثِرْ علينا من السلام. ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "السلام عليكم ورحمة اللَّه" فردّ سعدٌ رَدًّا خفيًّا، ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "السلام عليكم ورحمة اللَّه" وردّ سعدٌ ردًا خفيًّا، فرجع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، واتّبَعَه سعد، فقال: يا رسول اللَّه، قد كنت أسمعُ تسليمك، وأردُّ عليك ردًّا خفيًّا لِتكْثِرَ علينا من السلام.
قال: فانصرف معه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأمر له سعد بغسل، فوضع واغتسل، ثم ناوله، أو قال: ناولوه ملحفةً مصبوغة برعفران ووَرس، فاشتمل بها، ثم رفع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يَدَيه وهو يقول: "اللهمَّ اجْعَلْ صلواتِك ورحمتَك على آل سعد بن عُبادة".
قال: ثم أصاب من الطعام. فلمّا أراد الانصراف قرّب إليه سعد حمارًا قد وطَّأ عليه بقطيفة، فركب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال سعد: يا قيس، اصْحَبْ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال قيس: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اركَبْ" فأبَيْتُ ثم قال: "إمّا أن تركَبَ وإمّا أن تنْصرِفَ" قال: فانْصَرَفْت (?).