أمّا نسبة الكتاب الذي نتحدّث عنه ونقدّم له محقّقًا لابن الجوزي، فمن فُضول القول، ولكن نذكر بإيجاز:

أن الكتب الأربعة التي جمعها في هذا الكتاب، ذكر إسناده لها، عن شيوخه المعروفين. كما أسند في الكتاب أحاديث عن شيوخه.

وأحال المؤلّف على بعض كتبه: "الموضوعات" و"الأحاديث الواهية" و"كشف المشكل" و"التحقيق".

وذكر المترجمون لابن الجوزي الكتاب في مؤلّفاته. ونقل حاجّ خليفة أوّله (?).

والعكبري تلميذ ابن الجوزيّ ألّف "إعراب الحديث" واختار كتاب شيخه هذا، قال: "واعتمدْتُ على أتمّ المسانيد وأقربها إلى الاستيعاب، وهو جامع المسانيد، للإمام الحافظ. . . ." (?).

أما الكتاب فلم يُسَمّه المؤلّف في المقدّمة أو الخاتمة، وأكثر من ذكره سمّاه "جامع المسانيد"، منهم العكبري، والذهبي، وابن كثير، والصفدي، والسيوطي، والداودي. وزاد ابن رجب فيه: "جامع المسانيد بألخص الأسانيد" وتابعه إسماعيل باشا البغدادي (?) وكتب هذا العنوان في بعض المخطوطات. أما حاجّ خليفة فسمّاه: "جامع المسانيد والألقاب". وذكر أن الشيخ أبا العبّاس أحمد بن عبد اللَّه، المعروف بالمُحِبّ الطبريّ، المتوفى سنة 649 هـ، رتّب الكتاب (?).

وذكر الذهبي والصفدي والداودي أن الكتاب سبعة أجزاء. وهذا الغالب على تقسيمه. ولكن إحدى نسخ الكتاب يتبيّن منها تقسيمه إلى أحد عشر جزءًا.

وننبّه هنا إلى هناك كتابًا للإمام ابن كثير المتوفّى بعد ابن الجوزي بحوالي قرنين من الزمان سنة 774 هـ، يعرف بـ "جامع المسانيد والسنن". أقامه أيضًا على مسند الإمام أحمد، ورتّب فيه الأحاديث على المسانيد، ولكنّه أضاف إلى الكتب التي اعتمدها ابن الجوزي: سنن ابن ماجه، وأبي داود، والنسائي، ومسند أبي يعلى، والمعجم الكبير للطبراني، ومسند البزّار، فصارت عشرة. ورتّب الرواة عن الصحابة على حروف المعجم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015