تصوم من شعبان. قال: "ذاك شهر يَغْفُلُ النّاسُ عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربّ العالمين عزَّ وجلَّ، فأحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم" (?).
(59) الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جُريج قال: قُلتُ لعطاء: سمعْتَ ابنَ عبّاس يقول: إنما أُمِرْتُم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله؟ قال: لم يكن ينهى عن دخوله، ولكنّي سمعته يقول: أخبرني أسامةُ بن زيد:
أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لما دخل البيتَ دعا في نواحيه كلِّها، ولم يُصَلِّ فيه حتى خرج، فلمّا خرج ركع ركعتين في قُبُل الكعبة وقال: "هذه القبلة".
أخرجاه (?).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن عُمارة عن أبي الشعثاء قال:
خَرَجْتُ حاجًّا، فجئتُ حتى دخلتُ البيتَ، فلما كنتُ بين السّاريتين مضيتُ حتى لَزِقْتُ بالحائط، فجاء ابن عمر فصلّى إلى جنبي فصلّى أربعًا، فلمّا صلّى قلت له: أين صلّى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من البيت؟ قال: أخبرني أسامة بن زيد أنّه صلّى ها هنا، فقلت: كم صلّى؟ قال: على هذا أجِدُني ألومُ نفسي، إنّي مكثْتُ معه عُمُرًا لم أسأله: كم صلّى. ثم حَجَجْت من العام المقبل فجئْتُ حتى قمت مقامه، فجاء ابن الزُّبير حتى قام إلى جنبي،