فبَسَقَ في عينه فبرأ، وأعطاه الراية. وخرج مَرْحَب يقول:

قَدْ عَلِمَتْ خَيبرُ أنّي مَرْحَبُ

شاكي السِّلاح بَطلٌ مُجَرَّبُ

إذا الحُروبُ أَقْبَلتْ تَلَهّبُ

فقال عليٌّ:

أنا الذي سَمَّتْني أُمّي حَيْدَرَه

كلَيث غاباتٍ كريهِ المَنْظَره

أُوفيهم بالصّاع كيلَ السَّنْدَره

قال: فضرب رأس مرحب فقتله. ثم كان الفتحُ على يديه.

انفرد بإخراجه مسلم (?).

وفي هذا الحديث ذكر الإغارة على السَّرح، وقصّة عامر وارتجازه، وقوله: "لأُعْطِيَنّ الراية. . " وهذا كلُّه قد أخرجه البخاري بمعناه (?).

وفيه من الغرائب:

جَبا الرّكِيّة: وهو ما حول البئر. والرّكِيّة: البئر.

وقوله: فجاشت: أي تحرّك الماءُ فيها حركة غليان.

وقوله: واسَونا الصلح. كذلك روي هنا بالواو، وكذلك هو الصحيح. ومعناه: اتّفقوا معنا عليه وشاركونا فيه، ومنه المواساة. وقد ذكره أبو عُبيد الهروي في باب "الراء" مع السين: فقيل: راسُّونا بالصلح وابتدأونا في ذلك. يقال: رَسَسْتُ بينهم: أي أصلحت (?).

وقوله: وكنتُ تبيعًا لطلحة: أي خادمًا له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015