وقد رواه البخاري في «صحيحه» من حديث محمد بن الحنفية أنه قال لأبيه علي بن أبي طالب: يا أبتِ، مَنْ خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أبو بكر. قال: ثم من؟ قال: عمر.
وهذا روته هَمْدان -وهم من شيعة عليّ- عن ابنه محمد بن الحنفية: أن أباه قاله له. فامتنعَ أن يكون قال ذلك تقيَّةً لابنه، مع أن الله قد نزَّهه عن الكَذِب والنفاق الذي تسميه الرافضة: تقيَّة!
بل قال: لا أوتَى بأحدٍ يفضِّلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حدَّ المفتري. ولا يُجْلَد ظهر المسلم إذا قال الصِّدْقَ، وأسماه مفتريًا.
وظهور فضيلة أبي بكر وعمر على غيرهما في العلم والدين، والشجاعة والكرم أظهر من أن تحتاج إلى بسط عند من كان له أدنى خبرة بأحوال القوم. ولهذا اتفق العلماء المعتبرون على أن أبا بكر أعلم الأمة وأدْيَنها وأشْجعها وأكْرَمها، لكن وقعت لبعضهم شُبهة في عثمان وعليّ لتقاربهما.
وقد أجمع السلف على تقديم عثمان. فإنه قد ثبت في «صحيح البخاري» وغيره خبر مَقْتل عمر، وجَعْله الأمر شورى في ستة