ليس في أصل عَقْدِهم وعِلْمهم وإيمانهم إقرار بمباينته للمخلوقات وامتيازه عنها، فيقعون في نوع من الإشراك والجمع بين الخالق والمخلوق، وبين المأمرو به والمنهيِّ عنه.
ومن هنا ضَلَّ مَن ضَلَّ من الاتحادية -كابن عربي وأمثاله- كأن يقول أحدهم: نشهد أولًا الطاعة والمعصية، ثم يشهدون طاعةً بلا معصية، ثم لا طاعة ولا معصية.
فإنهم لمّا كانوا مع المسلمين مُقِرِّين بالأمر والنهي الشرعيَّيْن، كانوا يشهدون الطاعة والمعصية، فلما دخلوا في جمع القدر من غير شهود لتفريق الشرع، شهدوا طاعةً بلا معصية، كما قال بعض شيوخهم: «أنا كافرٌ بربٍّ يُعْصَى».
وقال آخر:
أصبحت منفعلًا لما تختاره ... منِّي، ففعلي كلّه طاعات