وفي «الصحيحين» عن سعد بن أبي وقَّاص قال: «ردّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مَظْعون التَّبَتُّل، ولو أذِن له لاخْتَصينا».

والراغب عن سنّته هو الذي يعدِل عنها إلى غيرها تفضيلًا لذلك الغير عليها، ولهذا تبرّأ منه النبيّ صلى الله عليه وسلم، كما قال: «من غشَّنا فليس مِنّا، ومَن حمل علينا السّلاح فليس مِنّا».

وأما إذا لم يرغب عنها، بل فعل المفضول مع كونه مُفَضِّلًَا لهدي النبيّ صلى الله عليه وسلم باعتقاده ومحبّته، فهذا لا يأثم إلا أن يترك واجبًا أو يفعل محرّمًا.

وقد ثبت عنه في «الصحيح» أنه قال: «أفضل القيام قيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وأفضل الصيام صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا».

وكذلك ثبت عنه في «الصحيح» أنه نهى عبد الله بن عَمْرو عن سَرْد الصيام، والمداومة على قيام الليل كله، وأخبره أنَّ أفضل الصوم وأعدله صيام يوم وفِطْر يوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015