وأمثالَه عن ذلك، فإن المسلمين متفقون على أن أكلَ الحيّات ليس مما أمر الله به ورسولُه، ولا هو من كرامات الأولياء، بل ذلك محرَّم عند جمهور علماء المسلمين. وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خمسُ فواسقَ يُقتَلنَ في الحلِّ والحرم»، وذكر منها الحية والعقرب. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر بقتل الحيّات، ولم يتقدم لأحدٍ من أهل الخير أمرٌ لأحدٍ من أتباعهم بأكل الحيات.

ومن أكلَ الحياتِ والعقارب والزنابير والميتةَ والعذراتِ وغير ذلك من هؤلاء المنتسبين إلى الفقر والتولُّه، فإن الشيطان يَدخُل فيهم حتى يأكلوا ذلك، ثم يفعلوا ما حرَّمه الله ورسولُه، فلا يأكلون طيبًا ولا يعملون صالحًا. وهؤلاء خالفوا أمر الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى أمرَ المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة:172]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون:51]. وهؤلاء خالفوا أمرَ الله، فلم يأكلوا طيبًا ولم يعملوا صالحًا.

وكذلك من أمَرَ مُريديه بدخول النار فهو شيخٌ ضالٌّ مبتدع، غايته أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015