الخطابي وأبو بكر الخطيب وغيرُهما أن مذهب السلف إجراء آيات الصفات وأحاديث الصفات على ظاهرها مع نفي الكيفية والتشبيه عنها. وذلك أن الكلام في الصفات فرعٌ على الكلام في الذات، يُحتذَى فيه حَذْوُه ويُتَّبع فيه مثالُه، فإذا كان معلومًا أن إثبات الذات إثباتُ وجودٍ لا إثباتُ كيفيةٍ، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجودٍ لا إثبات كيفيةٍ. فلا نقول: إن معنى اليد القدرة، ولا أن معنى السمع العلم، ولا نُشبِّهها بأيدي المخلوقين وأسماعهم ونجعلُها جوارحَ وأدواتٍ للفعل.
وفي الاعتقاد: أنه «فوق سماواته على عرشِه، عَلِيٌّ على خلْقِه».
فسأل بعض الحاضرين عن لفظ الفوق، فقلتُ: هذا اللفظ في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وذكرتُ حديثَ العباس بن عبد المطلب وهو في الاعتقاد، وفيه: «والعرشُ فوقَ ذلك، والله فوقَ عرشه، وهو يعلم ما أنتم عليه».
فقال بعضهم: نقول: «فوق العرش» ولا نقول: «فوق السماوات». فقلت: المعنى واحدٌ، مع أن في الحديث أيضًا «فوق السماوات».
فانقضى المجلس على أن أكتب جوابَ هذه الأسولة، ثم طُلِب تأخير ذلك إلى يوم الجمعة.