هذا السَّماع يُنِيلُ صاحبَه الذي (?) ... يبغي الوصولَ لأكبر الحالاتِ
مما أنال الربُّ أهلَ ولايةٍ ... الواجِدينَ مَوَاجِدَ الساداتِ
أهل المحبَّة للإله ودينه ... ورسوله المبعوث بالآياتِ
أهل الصَّفاء المُصْطَفَيْن من الورى ... القائمين بواجب الطاعاتِ
أما سماعُ العازفاتِ فكلُّها ... والنفخ في المزمار والقَصَباتِ
والضربِ بالكفِّ المصفِّق والغِنا ... والرقص عند مَناكِر الأصواتِ
فمن الأمور المُبْدَعاتِ بلا هدى ... قد جاء في هذا من الآياتِ
لم يأمر الربُّ الكريمُ بذلكم ... كلا ولا قد جاء في الطاعاتِ
لا أمرَ فرضٍ لا ولا فضلٍ ولا ... شَرَع النبيُّ لهذه الفِعْلاتِ
والقربُ من رب السَّماوات العُلى ... لا ينبغي إلا بذي الطاعاتِ
إما بفرضٍ واجبٍ تُؤتى به ... أو مستحبٍّ يرفعُ الدرجاتِ
فمتى يكن هذا السَّماعُ المُبتَغَى ... من غير (?) دينٍ جامع القرباتِ
كان السُّلوكُ به ضلالًا بيِّنًا ... عن طُرْق أهل الدين والخيراتِ
وسلوكُ صاحبه به نحو العُلى ... يهوي به في ظلمة الدَّركاتِ
مثلُ التقرُّب بالصلاة لمَشْرقٍ (?) ... وبغيرها من سائر البِدْعاتِ
فالربُّ جلَّ جلالُه لا يُبْتَغى ... رضوانُه إلا بسُبْلِ نجاةِ