فيقال: هي لم تكن كذلك، وليس في ذلك ذمٌّ لها (?)؛ فإن هذا عملٌ مباح، وقد كان يفعله طائفةٌ من خيار هذه الأمة، كعبد الله بن سَلَام (?)، وأبي هريرة (?)، وسلمان الفارسي (?)، مع كونهما كانا أميرَين، وكذلك ثبت في الصَّحيح أن أهل الصُّفَّة كانوا يحتطبون (?)، وفي الصَّحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لأن يأخذ أحدكم حبلَه على ظهره فيحتطبَ خيرٌ له من أن يسأل الناسَ، أعطَوْه أو مَنَعُوه» (?).
* وإما أن يكون مثلًا لنميمتها في الدنيا، فيكون وصفًا لعملها السَّوء؛ فإن كلام النمَّام يُوقِدُ القلوبَ، ويُضْرِمُ النار فيها، كما يفعلُ الحطبُ في النار، فتكون حمَّالةً لحطب القلوب والنفوس.
وهذا قد يقال: إن غايتَه أن يكون نِمَامةً، وذنبُها أعظمُ من ذلك. وقد قال: {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}، وحملُ النميمة لا يوصفُ بذلك.