وفي " صحيح البخاري " (?) عن سهل بن سعد، قال: مرَّ رجلٌ على
رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لرجل عنده جالس: ((ما رأيك في هذا؟)) فقالَ رجلٌ منْ أشراف الناس: هذا والله حريٌّ إنْ خطَب أنْ يُنكح، وإنْ شفع أنْ يشفَّعَ، وإن
قالَ أن يُسمَعَ لقوله، قالَ: فسكت النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ مرَّ رجلٌ آخر، فقالَ لهُ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما رأيك في هذا؟)) قال: يا رسول الله، هذا رجلٌ مِن
فقراء المسلمين، هذا حريٌّ إنْ خطب أنْ لا يُنكحَ، وإن شفع أن لا يشفَّع،
وإنْ قال أنْ لا يُسمع لقوله، فقال رسول - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا خيرٌ من ملءِ الأرض مثل
هذا)) .
وقال محمد بنُ كعب القُرَظيُّ في قوله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} (?) ، قال: تَخفِضُ رجالاً كانوا في الدُّنيا
مرتفعين، وترْفَعُ رجالاً كانوا في الدُّنيا مخفوضين.