وإنْ أنكره من أنكره من فقهاء العراق ظناً منهم أنَّ المسلم لا يحتاج أنْ يُدعى له بالهُدى، وخالفهم جمهورُ العلماء اتِّباعاً للسنة في ذلك. وقد أمر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - علياً أنْ يسأل الله السداد والهدى (?) ، وعلَّم الحسن أنْ يقولَ في قُنوتِ الوتر: ((اللهم اهدني فيمن هديت)) (?) .
وأما الاستغفارُ من الذنوب، فهو طلبُ المغفرة، والعبدُ أحوجُ شيءٍ إليه؛ لأنَّه يخطئ بالليل والنهار، وقد تكرَّر في القرآن ذكرُ التوبة والاستغفارِ، والأمرُ بهما، والحثُّ عليهما، وخرَّج الترمذي، وابنُ ماجه من حديث أنسٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((كلُّ بني آدم خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائين التَّوابون)) (?) .
وخرَّج البخاري من حديث أبي هريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرَّةً)) (?) ، وخرَّجه النَّسائي وابن ماجه، ولفظهما: ((إني لأستغفر الله وأتوب إليه كلَّ يوم مئة مرَّةً)) (?) .