على أنَّ النبوات المتقدِّمة جاءت بهذا الكلام، وأنَّه اشتهر بَيْنَ الناسِ حتى وصل إلى أوَّل هذه الأمة. وفي بعض الروايات قال: ((لم يدركِ الناسُ مِنْ كلام النبوَّةِ الأولى إلاَّ هذا)) . خرَّجها حميدُ بن زنجويه وغيره.

وقوله: ((إذا لم تستحي، فاصنع ما شئت)) في معناه قولان:

أحدهما: أنَّه ليس بمعنى الأمر: أنْ يصنع ما شاء، ولكنه على معنى الذمِّ والنهي عنه، وأهل هذه المقالة لهم طريقان:

أحدهما: أنَّه أمرٌ بمعنى التهديد والوعيد، والمعني: إذا لم يكن لك حياء، فاعمل ما شئت، فإنَّ الله يُجازيك عليه، كقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (?) ، وقوله: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} (?) وقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -

: ((من باع الخمر، فَليُشَقِّص الخنازير)) (?) ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015