قال ابن المبارك: من صبر، فما أقلَّ ما يصبر، ومن جزع، فما أقل ما يتمتع.

فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ النصر مع الصبر)) يشمل النصرَ في الجهادين: جهادُ العدوِّ الظاهر، وجهادُ العدوِّ الباطن، فمن صبرَ فيهما، نُصِرَ وظفر بعدوِّه، ومن لم يصبر فيهما وجَزِعَ، قُهِرَ وصار أسيراً لعدوّه، أو قتيلاً له.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وإنَّ الفرج مع الكرب)) وهذا يشهد له قوله - عز وجل -: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} (?) وقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -:

((ضَحكَ ربنا من قُنوط عباده وقُربِ غيرِهِ)) خرَّجه الإمام أحمد، وخرَّجه ابنُه عبدُ الله (?)

في حديث طويل، وفيه: ((علم الله يوم الغيث أنَّه ليشرف عليكم أزِلينَ قَنِطينَ، فيظلُّ يضحك قد علم أنَّ غيرَكُم إلى قُرب)) (?) ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015