وقال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً} (?) ، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ} (?) .
وفي " الصحيحين " (?) عن ابن عمر، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لِكُلِّ غادرٍ لواءٌ يومَ القيامَةِ يُعرف به)) ، وفي رواية: ((إنَّ الغادرَ يُنصبُ له لواءٌ يومَ القيامة، فيقال: ألا هذه غَدرةُ فلان)) (?) ، وخرَّجاه (?) أيضاً من حديث أنس بمعناه.
وخرَّج مسلم (?) من حديث أبي سعيدٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لِكلِّ غادرٍ لواء عندَ استه يومَ القِيامة)) .
والغدرُ حرامٌ في كلِّ عهدٍ بين المسلم وغيره، ولو كان المعاهَدُ كافراً، ولهذا في حديث عبد الله بن عمرو، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ قَتلَ نفساً مُعاهداً بغير حقها لم يَرَحْ (?) رائحةَ الجنة، وإنَّ ريحها ليوجَدُ من مسيرة أربعين عاماً)) خرّجه البخاري (?) .
وقد أمر الله تعالى في كتابه بالوفاء بعهود المشركين إذا أقاموا على عهودهم ولم