وقال أبو حاتم الرازي (?) في هذا الحديث من رواية سلمان وزيد بن أرقم: الحديثان مضطربان وفي الإسنادين مجهولان. وقال الدارقطني (?) : الحديث غير ثابت، والله أعلم.
وخرَّج الطبراني (?) والإسماعيلي من حديث عليٍّ مرفوعاً: ((العِدَةُ دَينٌ، ويلٌ
لمن وعد ثم أخلف)) قالها ثلاثاً، وفي إسناده جهالة، ويُروى من حديث ابن مسعود، قال: لا يَعِدْ أحدكُم صَبِيَّه، ثم لا يُنجِزُ له، فإنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((العِدَةُ
عطية)) (?) وفي إسناده نظر، وأوَّله صحيح عن ابن مسعود من قوله.
وفي مراسيل الحسن عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((العِدَةُ هِبَةٌ)) (?) . وفي " سنن أبي داود" (?) عن مولى لِعبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عبدِ الله بن عامر بن ربيعة، قال: جاء النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى بيتنا وأنا صبيٌّ، فخرجتُ لألعب، فقالت أمي: يا عبد الله تعالَ أُعطِك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أردتِ أن تعطيه؟)) قلت: أردت أن أعطيه تمراً، فقال: ((أما إنْ لم تفعلي كُتبت عليك كذبة)) . وفي إسناده من لا يُعرف.
وذكر الزهريُّ عن أبي هُريرة، قال: من قال لِصبيٍّ: تَعَالَ هاك تمراً، ثم لا يُعطيه شيئاً فهي كذبة (?) .
وقد اختلف العلماء في وجوب الوفاء بالوعدِ، فمنهم من أوجبه مطلقاً، وذكر البخاري في "صحيحه" (?) أنَّ ابن أشوع قضى بالوعد، وهو قولُ طائفة من أهل