وفي هذا يقول بعضهم:

يا كَبير الذَّنب عفوُ الـ ... ـلَّه مِن ذنبك أكبرُ

أعظَمُ الأشياء في ... جَنب عفوِ الله يَصغُرُ (?)

وقال آخر:

يا ربِّ إن عَظُمَت ذُنوني كَثرةً ... فلقَد علِمتُ بأنَّ عَفوكَ أعظَمُ

إن كان لا يرجوك إلا مُحسنٌ ... فمَن الذي يَرجو ويدعُو المُجرمُ

مالي إليك وسيلةٌ إلاَّ الرجا ... وجَميلُ عفوك ثم إنِّي مُسلِمُ (?)

وقال آخر:

ولما قسى قلبي وضاقتْ مذاهبي ... جعلتُ رجائي نحو عفوك سُلماً

تعاظمني ذنبي فلما قرنتُهُ ... بعفوكَ ربي كانَ عفوك أعضما (?)

السبب الثاني للمغفرة: الاستغفار، ولو عظُمت الذُّنوب، وبلغت الكثرة عَنان السماء، وهو السَّحاب. وقيل: ما انتهى إليه البصر منها، وفي الرواية الأخرى: ((لو أخطأتُم حتَّى بلغت خطاياكم ما بين السماء والأرض، ثم استغفرتم الله لَغفر لكم)) (?) ، والاستغفارُ: طلبُ المغفرة، والمغفرة: هي وقاية شرِّ الذنوب مع سترها.

وقد كثر في القرآن ذكرُ الاستغفار، فتارةً يؤمر به، كقوله تعالى:

{وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (?) ، وقوله: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} (?) .

وتارةً يمدحُ أهلَه، كقوله: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} (?) ، وقوله:

{وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (?) ، وقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ} (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015