وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: قِلَّةُ الطَّعْمِ عَوْنٌ عَلَى التَّسَرُّعِ إِلَى الْخَيْرَاتِ. وَعَنْ قَثْمٍ الْعَابِدِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا قَلَّ طُعْمُ امْرِئٍ قَطُّ إِلَّا رَقَّ قَلْبُهُ، وَنَدِيَتْ عَيْنَاهُ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ: لَمْ نَرَ لِلْأَشَرِ مِثْلَ دَوَامِ الْجُوعِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ: وَمَا دَوَامُهُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: دَوَامُهُ أَنْ لَا تَشْبَعَ أَبَدًا. قَالَ: وَكَيْفَ يَقْدِرُ مَنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا عَلَى هَذَا؟ قَالَ: مَا أَيْسَرَ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى أَهْلِ وِلَايَتِهِ وَمَنْ وَفَّقَهُ لِطَاعَتِهِ، لَا يَأْكُلُ إِلَّا دُونَ الشِّبَعِ هُوَ دَوَامُ الْجُوعِ. وَيُشْبِهُ هَذَا قَوْلَ الْحَسَنِ لَمَّا عَرَضَ الطَّعَامَ عَلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَكَلْتُ حَتَّى لَا أَسْتَطِيعَ أَنْ آكُلَ، فَقَالَ الْحَسَنُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَيَأْكُلُ الْمُسْلِمُ حَتَّى لَا يَسْتَطِيعَ أَنْ يَأْكُلَ؟ ! . وَرَوَى أَيْضًا بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُنَوَّرَ قَلْبُهُ، فَلْيُقِلَّ طُعْمَهُ. وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَصِحَّ جِسْمُكَ، وَيَقِلَّ نَوْمُكَ، فَأَقِلَّ مِنَ الْأَكْلِ. وَعَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ قَالَ: خَلَا رَجُلٌ بِأَخِيهِ، فَقَالَ: أَيْ أَخِي، نَحْنُ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يُجِيعَنَا، إِنَّمَا يُجِيعُ أَوْلِيَاءَهُ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ التَّمِيمِيِّ: الْخَائِفُ يَشْبَعُ؟